هل تشارك أو تقاطع في عملية سياسية ما، وسواء كانت هذا العملية تتعلق بالانتخابات العامة في بلد عربي، أو في التعامل مع الخصوم والأعداء، أو في الاشتباك مع أي طرف آخر لا تتطابق مصالحه مع مصالحك؛ هو سؤال مطروح دوما ويلقي الكثير من المناقشات، وفي البرامج الحوارية التلفزيونية يلقى الكثير من الاحتفاء لأن الإجابات تدور بين الأبيض والأسود، وما بين الجنة والنار دون تحديد أين تقع الحدود بين النعيم ولهيب جهنم. الاعتقاد الذائع أن المشاركة تعني إعطاء الشرعية لطرف ما أو لقضية أو لعملية من نوع أو آخر، هي ليست إجرائية بحال، وهي ليست سياسة تقع في إطار البدائل والإمكانيات وما هو متاح وما هو على العكس مستحيل. ومن ثم فإن عكس المشاركة - وهو المقاطعة - يأخذ منحى آخر، فيه بعض من استعلاء مانح الشرعية الذي حرم منها طرفا أو قضية أو عملية، ولكن فيها بعضا من الاعتقاد الزائف بأنه لا توجد بدائل أخرى، واستمرار الأوضاع على ما هي عليه سوف تبقى حقا على ما هي عليه، وإذا تحسنت فلا بد وأنها سوف تسير في المسار الذي يريده الطرف المقاطع. لاحظ هنا أنه لا يرد في حسابات المشاركة أو المقاطعة حساب توازن القوى بين الأطراف المشاركة
أكثر...